العين حق
الأمور هي من تدبير الله عز وجل، وحينما تتزعزع العلاقة بين الله عز وجل وبين عبده يدخل الشيطان بمداخل غربية ويتلبس على الناس بأنواع التلبيسات، قد يكون تلبيسه بالبعض أقل من البعض الآخر، لكن هو في حرب معنا، وحينما يقوى الإيمان تصبح كل الأمور هينة وميسورة بإذن ربها جل في علاه، وحينما نعطي الأمور أكثر من قدرها نصبح في صراع نفسي لا يعلم قدره إلا الله عز وجل ثم من أبتلي به، فلا نغترب حينما نجد من يعطي للعين قدرًا أكثر من قدرها ويجعلها تتحكم في القدر بشكل تصبح هي المقدر للأمور بدلا من الله عز وجل سبحانه هذا بدون أن يشعر المسلم، المشكل في المسلمين اليوم، وهو انقطاع الاستمداد من الله عز وجل وقلة التعلق به سبحانه وقلة التمسك بما شرع جل وعلا وشرع نبيه صلى الله عليه وسلم، في الزمن القديم وفي خير القرون كانت علاقة القلوب بخالقها قوية لدرجة كما جاء في الأثر أن الشيطان يسلك سبيلا غير السبيل التي سلكها عمر رضي الله عنه، إذا فالمشكل ليس في البشر كبشر وليس في العين ومخافة الإصابة بها، لكن المشكل غياب ذلك الحصن الرباني الذي انهدم وأصبح هشا، واشتغال الناس بالمؤثرات ونسوا رب كل شيء ومن بيده ملكوت كل شيء، لأن من دخل في ملكوت الله سبحانه وسلك سبيل الصالحين وتمسك بحبل الله المتين الذي طرفه بيد الله وطرفه بأيدينا بدون شك ستصبح كل الأمور يسيرة، وسيرى جمال التعلق بالله عز وجل، ولا يزال في سير إلى الله حتى يكون من أولياءه وخاصته، ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه و إن استعاذني لأعيذنه"
نسأل الله التوفيق والسداد، وأن يهدينا سبل السلام.
نسأل الله التوفيق والسداد، وأن يهدينا سبل السلام.
كتبتها في يومه الأحد27 مارس 2011، على الساعة 14.10 بمدينة الدار البيضاء المملكة المغربية حفظها الله من كل سوء.